على السيد‏ باختصار جداً

على السيد‏
باختصار جداً
بقلم / علي حزين


نفس الحكاية .. السيناريو .. الحوار .. الحدث .. الموقف.. البطل .. نفس البطل .. لم يتغير .. البطلة تتغير.. الأشخاص تتغير .. من زمن لآخر .. ومن مكان لآخر .. لكن الجو العام .. للقصة واحد " ميلودراما على تراجيدي" .. على كوميديا .. كوكتيل لذيذ .. ورائع .. بلغة الفن .. الراقي .. والنهاية .. نفس النهاية .. دائماً مأساوية .. وحزينة ..تبدأ الأحداث :
موسيقى تصويرية .. أصوات طبيعية .. هدير عربات .. قطعان من الكلاب.. تنبح .. غراب ينعق ، حمار ينهق.. حيث الشفق الأحمر .. يملأ القبة الزرقاء .. وأسراب الطير.. تحلق في الأفق .. المرعى .. عائدة من مراعيها.. نسمة هواء ..طرية .. تغزو الشوارع..والغيطان .. تزينها الزنابق البيضاء .. والزرقاء .. والصفراء .. والمساء يتسلل إلى المدينة يظهر البطل .. يرتدي ثياباً نظيفة .. وحذاء لامعاً .. وشعر ممشط .. تكسو وجهه ابتسامة عريضة .. ورائحة المسك .. تفوح من كل جسده الطويل .. الممتلئ من غير سمنة .. يمشي صامتاً .. مع أحد أقاربه بمحاذاة الجسر الحربي .. خلفهما منازل القرية .. يتصاعد منها الدخان .. وأصوات الماشية .. وفي طريقهما إلى الأسر العريقة ..
البطل " حاصل على مؤهل.. لابأس به .. وفي طريقه للتعيين .. يملك شقة.. متواضعة جداً .. في حي شعبي .. ولديه رغبة ..صادقة.. في تكملة نصف دينه .. لكي يتقي الله في النصف الآخر .. وإيماناً منه بأن النساء أكثر من الرجال .. وأكثر من الهم على القلب .. وعلى قفا من يشيل .. يتقدم .. ويحدوه الأمل .. ولأنه إنسان طيب جداً.. ومتواضع جداً .. والذي على لسانه في قلبه .. أليف .. ولا يؤذي أحداً .. لذلك ليس له نصيب مع بنات حواء .. حتى النساء اللاتي عرفهن .. وأحب بعضهن لدرجة الجنون ، الانفصامي ، أخرجن له ألسنتهن .. وضحكن عليه ................المهم .. حتى لا أطيل عليكم .. فأتهم بالثرثرة .. يقدم البطل .. يرحب به .. وبمن معه في البداية ، وهذا يختلف .. باختلاف الأماكن ، والأشخاص، ثم يبدأ التعارف .. والحوار .. والأحداث " يطلب البطل.. أن يجلس مع البطلة .. ليحادثها .. وهذا طبعاً يرجع لطبيعة الناس ، والمكان .. فإذا كانت البطلة من المدينة.. يسمح له بذلك .. وأما إن كانت من الريف ..فالأمر يختلف تماماً .. عندئذ يكتفي البطل برؤية البطلة ، وهي تقدم له الشاي ..أو الحاجة الساقعة .. وذلك لمدة ثوانٍ أو دقائق معدودة..فإذا جلس البطل مع البطلة .. يسألها عدة أسئلة – يحفظها عن ظهر قلب – ماذا تحب ؟ ، ماذا تكره ؟ ..إلى أين الألوان تنتمي ؟ .هوايتها المفضلة ؟ ميولها ؟ اتجاهاتها؟ وغير ذلك ؟!! .. وربما قدم سؤالاً وأخر ثان .. أو عدل ثالث .. لكن أبداً لن ينسى في خضم الأسئلة .. ما يعتبره أهم سؤال .. مار أيك فيَّ؟؟؟.. وهل أنت موافقة أم لا ؟؟ .... وغالباً ما تبدي إعجابها ، بقوة شخصية البطل .. وجرأته . ثم تبتسم .. وتطرق في صمت ، جميل .. وعيناها قد هربت من عينيه .. القوية.. وهنا يستأذن البطل ومن معه ، لينصرفوا .. على موعد للرد ، والعودة ثانية .. ليتكلم في التفاصيل .. من ذهب ، ومهر ، وشبكة و.. و.. و......و....و.....و......و. ثم .. وفجأة .. وبدون مقدمات .. يُرفض البطل .. كيف ؟. ولماذا ؟ .. ولم....
الروايات تضاربت .. الأسباب تتباين .. وكل يضرب على وجعه .. ولا أحد يعرف الحقيقة .. وإلى هنا تنتهي الحكاية .. وينسدل الستار .. يصاحبه صوت الناي الحزين " وهنا يظهر البطل .. متضخم الرأس .. ملئ الكادر .. يجلس وحيداً في الظلام .. يده على خده .. مصدوم .. يحبس دموعه .. يشعل سيجارته ..وذاكرته .. وهو يهذي فوق الأوراق و........

,

0 التعليقات

إرسال تعليق