سأحمل بصماتك وأرحل ....... بقلـــــم / د.ساره
سأحمل بصماتك وأرحل
يا حبي.. كفّ عن بعثرة مكنوناتي.. كفاك عبثا..
فقد أسلت بعبثك دمائي..
سلختني عن نفسي.. وكأنني في مقبرة للغزاة..
فبصماتك المتروكة على جسدي.. تشهد على حاضري
الممزق..
وبصماتك ايضا.. ستشهد على مستقبل آت.. مفتّت..
فلا حاضر من غير ماض
ولامستقبل من غير حاضر..
وحاضري.. سيكون ماض لمستقبلي.. مستقبل يقتات
من الماضي فتاته..
لا.. لاأريد سماع شيء..
فقد حفظت عن ظهر قلب ما تردده اسطوانتك المعهودة..
في كل مرة أشكو لك فيها معاناتي..
ستقول لي.. بأنك تحبني إلى أبعد الحدود..
وأقول لك..بأنّ حاضري الممزّق.. يعكس ما تقول..
ستقول لي.. قد يصيبك من وجد علي جنون..
وأقول لك.. بأنّ النزف في جوارحي يحمل بصماتك..
فيلغي ما تقول..
وستقول لي.. بربي.. أموت فيك..
وأقول لك.. بأنني لست بالنعش الذي يحملك..
فالمستقبل المفتت.. يحول بين الحقيقة.. وبين
ما تقول..
فيا حبي.. هل مازلت تملك ما تقول؟..
وهل هناك جديد فيما ستقول؟..
واثق أنا.. بأنّ الهروب.. سيكون جديدك لهذا اليوم
ولكل يوم..
أما أنا.. فسأحمل لك في كل يوم من الجديد ..
جديد.
حتى في هروبك.. سيلاحقك طيفي.. وسينثر في
وجدانك كل ما تأتي به أيامي من جديد..
ومن جديد.. ستلتفت إلى الوراء..إلى الماضي..
إلى كل ما ربط بيننا..
استنزاف لما كان..
وما كان.. سيبقى محفورا على جبين الزمن..
وستقرأه الأجيال على مرّ العصور..
فلا أنا بإنسان عادي لينسى .. ولا أنت إسما
كتب على الرمال.. ليمحى..
حبي..
ألم تكن تناديني ب حبي .. أم نسيت؟..
ألم تستبدل به إسمي.. أم حان وقت التجريد؟..
وألم تسألني باسم الحب.. عن البرهان والدليل؟..
دليل حبي لك.. الحب الذي حمّلني.. ما لم أستطع
حمله.. من ثقل في الضمير..
أنسيت.. أم ما زلت تذكر عطائي؟..
أنسيت بأنني قد أعطيتك البرهان والدليل؟..
وأنت.. ماذا أعطيتني؟..
وأين هو دليلك؟..
أتقول بأن دليلك مكتوب على صفحات أيامي؟..
إذن.. تريدني أن أقرأ شقائي في يومياتي..
تريدني أبدا.. مبعثر مابين الحاضر والماضي..
وتقول بأنك تحبني؟..
.. وسألطم نفسي من جديد
وسأرحل عنك إلى البعيد البعيد..
إلى عالم آخر غير متطلّب..
لا يسأل برهانا ولادليل..
سأرحل.. وسأجعلك تلتفت إلى الوراء..
إلى الماضي الممزّق.. وإلى كل ما كان..
سأرحل.. ولكن.. مع بصماتك التي لن
تستطيع محوها الأقدار..
د.ساره
0 التعليقات