ابومهدي صالح ورحلته مع البحر البسيط (( رحلة اوجاع العراق مع البحر البسيط)) ..................................... الناقد: أحمد العربي
الناقد: أحمد العربي
........................
قد يختار الشاعر ، اي شاعر ، عنوان ديوانه من قصيدة فيه ، أخذت منه اثر موجع او مفرح ، وتقريبا معظم الشعراء هكذا ! وقد يختار الشاعر عنوانا اذا اختص كأسم حبيبة او منزل او نهر او بلدة لكن نجد في الديوان قصائد لاتعلر عن الحبيبة او المنزل او النهر او البلدة ... ! الشيء الذي اثارني ان دوواين الشاعر التي منعت عبر سياسات مجحفة من الانتشار والنشر ، قد رتبت لها عناوين شاملة
١- السباريت : وهو ديوانه الاول ومعنى كلمة السباريت كما قال ابن فارس في مقاييس اللغة انها كلمة منحوتة معناها (( الارض القفر)) نجد ان الشاعر من اول قصيدة الى اخرها يتكلم عن الارض دون سواها .
٢- الصفاريت : ديوانه الثاني وهي كذلك كلمة منحوتة تعني (( الفقراء)) تكلم بكل قصائده على الفقر والعوز وقهر الانسان للانسان بدأً باصغر وحده كالعائلة وظلمها لافرادها بعض لبعض ونهاية ونهاية بالحاكم الظالم.
٣- بكاء من ضريح الحسين عليه السلام : وهو الديوان الثالث والذي كاد ان ينهي حياته من نظام البعث ، الذي اثار به جديلية كبرى
أ- مزج ايات او كلمات قرآنية في الشعر مع اشارة للسورة ورقم الاية تجد فيها تفسيرا اوسع.
ب-شخصية الجوال بالطف ، التي تمثلت بهذا العصر بال سعود وعلى الرغم من في ايامها النظام في العراق مع معركة من ال سعود الا انه رفض وكاد ان يعدم بسببه
٤- الهنابث : تحصيل الديوان الثالث ( بكاء من ضريح الحسين عليه السلام) اذ امن منطقته حدد له اربع عشر يوما لاتيان بديوان مدح لصدام حسين والهنابث كلمة منحوتة تعني (( الامور الشدائد)) وقد كتب معناها في مقدمته وكان يقصد هو لذاته اما المعنى العام لصدام حسين وما يثير بهذا الديوان انه كلمة واحدة تغير الديوان من مدح لصدام لذم
٥- توم وجيري : اول ديوان بعد سقوط نظام البعث ثم هجر الشعر بعده ليهتم بالبحوث ومعناه واضح وقصائده منشورة على النت توم ( توني بلير) وجيري ( بوش) وهما يتقاتلان على كعكة العراق والعالم الثالث
٦- رحلة اوجاع العراق مع البحر البسيط: وهذا الديوان كله من البسيط لم يخلط اي بحر او قصيدة نثرية او حرة بل كله شعر عمودي ووزن واحد باختلاف القافية والموضوعات والاهداف
هذه الدالة المنفردة ( اختيار عنوان شامل ) لدى الشاعر اختص بها وكانها بين الارادة ( مقصود) وبين اللارادة ( غير مقصود) والدالة المنحنية في وضع اوجاع فانها لا تزال في فم العراقيين مستخدمة وكأن لها طعم الذات الاجتماعي وخاصة مايشعر به فعند تفجير خان بني سعد نجد قصيدة تشرح اوجاع العراق وغدر الدول فيه :
ناع بطرف الجبل صوته شجن
فيسكن القلب حسه بلا طرفِ
يبكيك في ساعةٍ وساعةٍ ضحك
ترابه يبتل حين الهوى ترفِ
انشدته الله في عيش صبابته
تلوح في افق الشمسين في خزفِ
هذا التصوير الرائع والمؤلم والذي ينمو على فهم فالجبل هو العراق لكن لماذا قال بطرف لمقولة للنبي او احد اوصيائه(( موت المؤمن او العالم ينقص من الارض طرفا)) وهذه هي الاطراف تنقص من هذا الجبل بموت خيرة ابناءه ويسترسل حتى يضع لمسه رائعة في وصف الحادث :
باع الذي اشترى خان بني سعد
فرحا بحزني وعيشه على حتفي
في بارد الماء في تموز لملهم
ماادركوا ان تحت الثلج من قشفِ
ليوضح لنا البائع والمشتري كلاهما يبنيان سعادتهما بحزنه وحتفه كما يوضح كيفية التفجير اذ ان سيارة كبيرة في تموز وهو معلوم بحره بالعراق ليصيح ثلج ثلج وتأتي الناس رجال نساء اطفال وو وكان المفخخات والديناميت تحت الثلج فالناس على طيبها جاءت وهذا على خبثه خبأ تحته النار وهكذا يلوح الالم للعراق من مكان لمكان
حجت عليك المنية يا سفينتنا
والسفن في نجواها انت في غرقِ
كل سفن العالم تحمي ركابها وسفينة العراق من دونها اصابها الموت والقتل والتشريد
رأيتُ أطــــــفالاً جــفّــتْ منـــابعهم
وما المنايا خطاهم او بها رمـــــــقِ
حتّى اذا جاء بحرالهجرمشـــــربهم
في الغرْقِ يسْكتُ بكائهم خــــــنـقِ
يا ايها الساقي للموت لا هــــــــلك
أوطــاننا او هجـــروا منكمُ حـــــرقِ
ماهذا الوصف المؤلم رؤية الاطفال بان منابعهم جفت وليس العراق ويقصد ان الاباء السياسين على حقبات من الزمن لم يهتمو بالطفولة وكأن منبع الحياة في العراق والتوالد ليس للحياة بل للموت ففي كل نمو وخطوة الموت في انتظارهم الحرب القتل المرض ووووو كل العالم ضدك حتى اختار مشربه البحر وهذه روعة التعبير يشرب الضلام الضوء اي يخفت قليلا قليلا وبهذا لامقصود عطاء البحر بل الامل ما وراء البحر كأن البحر امل يتشرب الى ذاكرة جميلة وخيال لبناء حياة افضل فلما يركبونه يكون مع ظالمي العراق ليغرقهم خنق ويقطع انفاسهم ، كل هذا جاء من تواردات الظالم:
مُسْــتَـنْفِعٌ قَــدْ يَرَى مَافِي حِيـــَازتِنَا
مُلــْكٌ لَــهُ وَالنّاسُ كُلُـــهُم تِبـــــَّعُ
مَاجَـاعَ مِصْـرانُهُ فِي بَيْــــتِهِ أَبـــداً
مَادَامَ مُصْــــراننا في فمهِ رِضَّعُ
لاتَسْمَحُ النَّارُأَنَّ المَاءَ يَشْـــربُ مَنْ
مُـوقدِها إِلاَّ فِي قـَهْــــرهِ تَنْقِـــــــعُ
فَالظـَّالِمُ مَهْــــما تَطـُـولُ يَــــدُّهُ فِي
طـغْيَانِهِ يّأتِي يَــــوماً لِتُــقَـفَّـــــــعُ
أَوْصَلّنِي فِي مَشْربِ العراقِ هَـوى
فَالنّارُ تَكْــوي مِنّي الضَّلعُ وَتَلْسِــــعُ
هكذا العراق الفقراء مصران يمصه الحاكم ومشرب جاءت ثلاث مرات النار لاتسمح ان الماء يشرب من موقدها لانها تنطفي معادلة ان الفقير في العراق كالنار والماء لابد من عازل كي يستفاد بعضهمها من بعض ذلك القانون الغائب واوسع مافيه ان النار تكويه ضلعه وتلسعه هذا العراق الذي اخلاقه دين الانسانية يكون مسرحا للجريمة والالام:
أنْ كُنْتُ فِي بَلَدِي حزْناً تُنَاشدني
أحْزَانُكُمْ يَا أهْلِي خَيْرُ أَوْطَاني
أوْجَاعُــكُمْ وَطَـنٌ آلامُـكُمْ بَلَــدٌ
أَخْــلاقُكُمْ دِيْنٌ لِكُلِّ إِنْسَــــــانِ
ليضع نفسه قربان للوطن فان كان هذا القتل شرع للوطن فهاانا اقدم نحري بعد ما تكالبت الناس على كرسي الحكم منذ زمن تكوينه:
مُسْتَحْفِظٌ فِي سَلامٍ خَيْرُ قَوْمِهِمُ
فِي عَجْزِهِ عَمَلٌ وَالعَجْزُ إِنْسَانِي
عُرْبٌ عَلَى خَلَفٍ تَكَالَبَتْ وَبها
مَكْرُ الخِـلافَةِ فِيْهُمْ مِنْذُ أَزْمَـــانِ
يَاأنْتَ يَاوَطَني وَكَمْ غَرِيْباً ألمي
فِيْ حُبِّـــكَ دَهْــــرٌ حِيْنَ خِـــذْلاني
يَكْفِيْكَ مِنّي سَـــلـْوَةً وَمِنْ دَمِنَا
لَهْوَاً وَمِنْ عِشْقِنَا ذِلاً وَحِـرْمَانِ
إِنْ كَانَ فِي قَتْلِي شَرْعٌ وأنْتَ هوى
دَمي حَلالٌ وَنَحْري فِيْكَ قــُرْبَانِ
هذا السلوة بالقتل واللهو الذي يحدث الان في العراق وكأن لاتوجد حرمة للدماء ولا ذمة هو من يجعل خيرة شبابة ياقدمون للدفاع عنه وقد استلهموا من ابو الاحرار الحسين عليه السلام :
كَتَمْتُ سِرًّ لَقَدْ بَانَ الكَثِيْرُ بِهِ
حِيْنَ القِلُوْبِ تُرى مِنْ خِلَلِ العِيْنِ
وَمَاخَجَلْتُ عَلَىٰ مَا بَانَ فِيْهِ هَوَىٰ
وَالقَلْبُ مَطْبُوع ُعَلَىٰ عِشْقِ حُسَينِ
مَنْ أَيْنَ هَـٰـذَاْ؟ سُؤَالٌ حَيْرُهُمْ دَائماً
حُبُّ الحُسَيْنِ جَوَى أَوْ نَبْعُ مُعِيْنِ
إِنْ جُمِعَتْ : نَارٌ لِفرَاقِهِ لَهَبٌ
وَالمَــاءُ مِنْهُ مَبْـــذوْل الحَيَــــاتِيْنِ
يَالَائِمِي مَهْلاً فِيْمَا تُكَابِتَهُ
لَا شَـــيْءُ حُبّـــي لَهُ مَعَ اللِّـوائِيْنِ
لايمكن اخفاء سر وكتمانه وهو سر حب الحسين عليه السلام وقد اختار كلمة ( خلل) وليس ( خلال) لان خلل : تكون عبر الشفافيه او اختراق الاجسام مثل نقل دخل الضوء خلل الزجاج للغرفة او خلل الشباك حينها نعلم ان للشباك زجاجا اما خلال فنقول دخل الضوء خلل الشباك او النافذه وهي فارغة ايس فيها مانع كالزجاج او غيره وهو اشارة الى كل من يحب الحسين عليه السلام يرى من فرط الحب فاي عين تخترق قلب محب الحسين ولا لوم في ذلك ان ضحى العباس ع من اجله ومات عطشان وكان الماء بقربته مملؤة ولم يشرب
هكذا ابطال العراق والذين يصمدون والحكومة التي تسير بنهج الحسين اي كانت مسيحية مسلمة شيعية سنية هي الصح ولو كان الشيعي يظلم ويزورالحسين ما فاده شيء:
قُلْنا : لَبِيْكَ حُسَـــينُ يَا شَاهِـــدنا
علـى قِتَــالِ البُــــغاةِ مالَـهُـم مــرْتعُ
ياسيّدي فيك الأصــيل منــــتخيا
لبــيك ياسيدي وفيـــــك مَن أســـــنعُ(3)
ريحانة المُصطفى وسيّدٌ عربي
ما بال مَنْ يكره اسمك العُلى صنْتعُ(4)
لأُمّــِه يرســـلُ ســــؤاله فـلـــها
تُجيبه كيف صار؟ أيُّ ذا المضجعُ ؟
حكومتي نهْجُ الحسينِ لا عِوجُ
من زاغ عنها وأن زاره لا يَشْفــــعُ
0 التعليقات