من أحداث ليلة الفضول
كَـيْـفَ اغْـتَـالَـنِـي هَـذا الكَـرِيـهُ ؟!
شَعُرْتُ بِهِ وَهُـوَ يَتَسَرَّبُ إِلَى نـَفْسِي رُوَيـْدَاً رُوَيـْدَاً؛كَانَ يَنْسَحِبُ مِنْ أَرْضِ
التَّغَافُلِ مِنْ أَجْلِ اسْتِعْمَارِ ثـُغُورِ ثـبَاتِي؛لَمـ أَكُـن أَدْرِي كَيْفَ يَحْدُثُ ذلِكَ؛ كُنْتُ
أَظُنُّهَا مُجَرَّدَ امْرَأَةٍ عَابِرَةٍ دَفَعَهَا مَا يَحُومُ حَوْلَ الشَّبَحِ مِنْ طَنْطَنَاتٍ لاَ يَفْرُغُ
مَعِينُهَا؛كَانَت تَظُنُّنِي فِي الخَامِسَةِ وَالعِشْرِينَ مِنْ عُمُرِي؛فَرَأَت أَمَامَهَا شَابـَّاً فِي الثالِثةِ
وَالثلاَثِينَ؛عِنْدَهُ جَرَاءَةٌ غَرِيبَةٌ فِي الاقْتِحَامِ الهَادِيءِ الَّـذِي يَزِينُهُ الحَيَاءُ وَسُرْعَةُ الخَجَلِ
حِينَ يَضْطَرِبُ؛يَمْلُكُ أَطْنَانَ الصَّمْتِ؛وَيُجِيدُ صِنَاعَةَ الصَّخَبِ؛وَتَرَاكَمَت التَّنَاقُضَاتُ فِي
صَفْحَةِ كِيَانِهِ لِتَصْنَعَ حَالَةً مُكْتَمِلَةً تُجِيدُ كُلَّ فَـنٍّ مِنْ فُـنُـونِ الحَالاَتِ الإِنْسَانِيَّةِ؛هِىَ طَبِيعَةٌ
خَلَقَنِي اللهُ بِهَا؛رُبـَّمَا أَتـَت مِنْ مَجْمُوعِ أُصُولٍ تَوَاجَدَت عَلَى أَرْضِ هَـذا النِّيلِ؛فَالوَالِدُ
الَّذِي انْحَدَرَ مِنْ جَدٍّ مَغْرِبِيٍّ كَانَ يَحْمِلُ ذاتَ الصَّفَاتِ؛فَهُوَ وَدِيعٌ حَدَّ الجَمَالِ؛شَرِسٌ عَنِيدٌ
عَنِيفٌ حَدَّ الضَّجَّةِ؛وَالأُمُّ الَّتِي جَاءَت مِنْ جَدٍّ قَـدِمَ مِنْ جَنُوبِ الوَادِي؛لَمـ تَعْرِف فِي
حَيَاتِهَا سِوَى الصَّبْرِ الأَيُوبِيِّ وَالحُزْنِ السَّمَاوِيِّ الَّـذِي يَسْكُبُ الدَّمْعَ فِي هُـدُوءٍ تَعْتَرِضُهُ
أَسْمَاءُ أَوْلِيَاءِ اللهِ؛وَالابـْنُ الَّـذِي نَشَأَ مَرِحَاً مُحِبَّاً لاكْتِشَافِ كُلِّ مَا خَفِيَ عَنْهُ؛ثـُمَّـ وَجَدَ
نَفْسَهُ فِي مَطَالِعِ العِشْرِينِيَّاتِ مِنْ عُمُرِهِ وَقَـد أَصْبَحَ خَلِيطَاً مِنْ مَشَاعِرٍ مَوْرُوثةٍ كَوَّنـَت
مِنْهُ رَجُلاً وَدِيعَاً وَطِفْلاً مُقَاتِلاً؛أَرَاهُ دَوْمَاً فِي صُورَةٍ تُعَبِّرُ عَنْهُ؛فَهُوَ الوَجْهُ الَّـذِي
قَطَرَت الدَّمْعَةُ مِنْ عِينِهِ اليُمْنِي بَيْنَمَا الحَاجِبُ الأَيْسَرُ مَا يَزَالُ مَرْفُوعَاً؛فَهُوَ دَائِمَاً
وَأَبـَدَاً بَيْنَ مَرَارِ الحُزْنِ وَانـْدِفَاعِ المُقَاتِلِ الَّذِي لاَ يُرِيدُ سِوَى مَوْتٍ أَوْ نَصْرٍ
وَلاَ يَرْضَى بِالمُسَاوَمَاتِ؛هُـوَ الشَّابُّ الشَّيْخُ؛لَهُ رُوحُ الأَوَّلِ؛وَعَقْلُ الثانِي؛فَكَيْفَ
لاَ يَتَجَلَّى التَّنَاقُضُ ؟!؛كَيْفَ لاَ يَتَجَلَّى ؟!...؛غَيْرَ أَنَّ كُلَّ ذلِكَ قَـد تَبَدَّدَ !؛تَعْوِيذةُ
المَغَارِبَةِ لَمـ تَعُد تُجْدِي؛ وَصَلاَةُ بـِلاَلٍ تَحْتَ ضَوْءِ القَمَرِ لَمـ تُغِثـْهُ !...؛لَـقَـد
سَقَطَ فِي هُـوَّةِ الهَوَى ! ...؛فَكَيْفَ اغْتَالَهُ ؟!...؛كَيْفَ اغْتَالَهُ ذاكَ الكَرِيهُ ؟!

اعدام قلب...
***********بقلمي/آمال ناجي
طلبت الغوث منه ....
فرماني بوابل من الحمم...
تحرقني غيرتي......
تسترت بقلبه...
فتكشفت عورة فؤادي....
فأراقوا دمي....
مستحلين له من ربيبه....
آخذين اﻹذن بالذبح...
من عروقه.....
التي تشعبت بداخلي...
كأغراس الشوك في كف السنين...
فاستنفذت صبري عتابا....
حين استل سكينه...
ليفتك بما تبقى من كبريائي وكرامتي..
فانتحر الشوق على اعتاب الحنين....
فصمت القلب معتصرا ....
ما بقي من عشقه....
وماااااات حسرة من وجع اﻷنين ....*
كفنته برداء من بياض عينيه...
ورحت ابحث له عن مكان ﻷواريه...
في مثواه اﻷخير...
فلم اجد غير بقعة ...
من ثنايا قلبه الذي كان باليمين..!!!**

إحصدني سَنابل حُب

أبحثُ عنكَ...
في صفحةِ السماءِ...
في وجُوهِ...الغُرَباءِ...
في مآقي ...التعَساءِ...
في الزوايا...
حيثُ يَتكسرُ الظِلُ ...بِلا رَجاء...
ويفورُ الانينُ ...صدى جُرح...
يَنزفُ الالمَ ...بإباء...
مَن أنتَ ...ولِماذا أتيت ...؟؟؟
قد سَئمتُ ...كلَ الفلسَفات...
والتعليلات...
والفرضيات...
فقط ...دَعني أغمضُ الجَفن....
حيث ...تعودتُ أنْ أراكَ...
أسكنُ الوَهمَ...
أشكوكَ إليكَ...
ثمَ ترحَل...
تُجهِضُ الحُلمَ ..بِلا عناء...
وأعودُ..الملِمُ...
فُتاتي...بَقاياي...
أنثرُ نَفسي...أعَبدُ الدروبَ...
حافية ...على بساط ٍمن جَليد...
التحِفُ زرقة الوحْدة...
خَوفي يَطعنُ..كلَ أمان...
لا...لا..
لنْ أكونَ يَوماً ...طعاماً للغُربان....
إحْصدني سَنابلَ حُبٍ...
وإنثرني مَع الريح....
عَلني أصِلكَ...
على جَناحي ...نورس جَريح....
فتدركُ ...أني خُبزُكَ.....
شبَعُ الرُوح ...وفيضُ شوقٍ....
لا يَستكينْ...

ﻃﺎﺣﻮﻧﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮﻭﻣﺎ ﺃﺩﺭﺍﻙ ﺑﻬﺎ؟
ﺗﻄﺤﻦ ﻗﻴﻤﻨﺎ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ..
ﻋُﻠﺐ ﻣﻤﻠﻮﺀﺓ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮ ...
ﻣﺴﺘﺴﻠﻤﻴﻦ ..
ﻣﺴﺘﻌﺬﺑﻴﻦ ﺍﻻﺧﺘﻨﺎﻕ ..
ﻣﺴﺘﻤﻠﺤﻴﻦ ﺍﻻﺣﺘﺒﺎﺱ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﻱ ...
ﻭﺑﺴﺒﺐ ﻛﺮﺳﻲ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ...
ﻭﻳﺎ ﺳﻴﺪﺗﻲ !..
ﻟﻲ ﺑﻴﺖ ﻣﻦ ﻃﻴﻦ
ﺳﺄﺗﺮﻛﻪ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ..
ﻭﻟﻲ ﻗﺒﺮ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺏ
ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﺒﺘﺪﻯ ﻭﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﻨﺘﻬﻰ
ﻭﻟﻲ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻨﻲ ...
ﻭﻗﺪ ﺟﺌﺘﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ
ﺷﺎﺥ ﻓﻴﻪ ﻭﺟﻬﻪ
ﺗﺤﻤﻠﻴﻦ ﻧﻌﺸﻚ
ﻓﻮﻕ ﻛﺘﻔﻴﻚ ..
ﺃﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺗﻮﺩﻋﻴﻨﻲ؟ !
ﺃﻓﻲ ﺿﻴﻖ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﺗﺘﺮﻛﻴﻨﻲ؟ !
ﺁﻩ ! ﺛﻢ ﺁﻩ !
ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ [ ...
ﻻ ! ﻳﺎ ﺳﻴﺪﺗﻲ !..
ﻃﺎﺣﻮﻧﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺗﺤﻤﻠﻨﻲ
ﺇﻟﻰ ﻟﻐﺔ ﺍﻻﺳﺘﻴﻘﺎﻅ ﻭﺍﻟﺘﻴﻘﻆ
ﻷﺑﺤﺚ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻲ
ﻫﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺮﻕ ﻧﺒﻴﻞ؟ ...
ﻻ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺗﺮﺩﻳﻨﻲ ﺍﻟﻄﺎﺣﻮﻧﺔ ﻣﻴﺘﺎ ..
ﺳﻮﻑ ﺃﻫﺪﻳﻚ ﺍﻟﺒﻴﺖ ..
ﻭﺃﺭﺣﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺍﻟﻤﺠﺪ ...
ﻋﻮﺽ ﺃﻥ ﺃﻋﻴﺶ ﻓﻲ ﻋﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮ ...
ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺭﺙ ﺍﻟﻌﻤﻰ، ﺗﻘﻠﻴﺪﺍ ...
ﻗﻴﻤﻨﺎ ﺃﺭﺍﻫﺎ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﺍﻷﻓﻮﻝ
ﻳﺎ ﺳﻴﺪﺗﻲ !..
ﻫﺰﻱ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﺠﺬﻉ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ
ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﻋﻠﻴﻚ ﺛﻤﺎﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ
ﻭﻳﻠﺞ ﻗﻠﺒﻚ ﺍﻟﻨﻮﺭ
ﻓﺘﻀﻴﺌﻴﻦ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺍﻟﻤﺠﺪ
ﻭﺗﺤﺘﺮﻕ ﻃﺎﺣﻮﻧﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮ